الجمعة، 27 ديسمبر 2019

اتقوا يوما

قراءات

اتقوا يوما بتاريخ عدد التعليقات : 0

إعداد: محمد صالح القرق

جمع عروة بن الزبير العلم إلى العمل، فقد كان صوّاماً في الهواجر (الهاجرة: شدة القيظ والجمع هواجر).. قوّاماً في العتمات، رطب اللسان دائماً بذكر الله تعالى، وكان إلى ذلك خديناً، (خديناً: مصاحباً) لكتاب الله جل وعز، عاكفاً على تلاوته، فكان يقرأ ربع القرآن كل نهار نظراً في المصحف، ثم يقوم به الليل تلاوة عن ظهر قلب، ولم يعرف عنه أنه ترك ذلك منذ صدر شبابه إلى يوم وفاته غير مرة واحدة لخطب نزل به. وقد كان عروة بن الزبير رضوان الله عليه سخي اليد سمحاً جواداً، ومما أثر عن جوده أنه كان له بستان من أعظم بساتين المدينة، عذب المياه، ظليل الأشجار، باسق النخيل، وكان يُسَوِّرُ بستانه طوال العام، لحماية أشجاره من أذى الماشية، وعبث الصبية، حتى إذا آن أوان الرطب وأينعت الثمار وطابت، واشتهتها النفوس، كسر حائط بستانه في أكثر من جهة ليجيز للناس دخوله، فكانوا يُلِمُّون به ذاهبين آيبين، ويأكلون من ثمره ما لذ لهم الأكل، ويحملون منه ما طاب لهم الحمل، وكان كلما دخل بستانه هذا ردد قوله جل وعز: «ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله».

من كتاب «صور من حياة التابعين»
للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

no image
تقييمات المشاركة : قراءات 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

اتبع التعليمات لاضافة تعليق
  • يرجى ترك تعليق على الموضوع. سيتم حذف التعليقات التي تتضمن روابط مباشرة، والإعلانات، أو ما شابه ذلك.
  • لإضافة كود ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة كود طويل ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة اقتباس ضعه في : اكتب هنا
  • لإضافة صورة ضعها في : رابط الصورة هنا
  • لإضافة فيديو استعمل : [iframe] هنا رابط تضمين الفيديو [/iframe]
  • * قبل ادخال كود عليك بتحويله أولا
  • شكرا لك