الجمعة، 27 ديسمبر 2019

اتقوا يوما

هل تجوز قراءة القرآن من غير تجويد؟

اتقوا يوما بتاريخ عدد التعليقات : 0

د. عارف الشيخ

- يرد مثل هذا السؤال كثيراً حيث إن بعض الناس يشدد فلا يرى قراءة القرآن من غير تجويد، والبعض الآخر يقرأ القرآن من غير تجويد.
- والحقيقة أن رأي الفقهاء غير علماء التجويد، فالفقهاء يرون أن تجويد القرآن أي مراعاة أحكام التجويد وقواعده سنة وأدب من آداب التلاوة. لكن علماء التجويد يقولون إن تعلم أحكام التجويد واجب ويردّدون قول الإمام الجزري دائماً:
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجود القرآن آثم
- أقول: إن علم التجويد لا شك من العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم، وهو من أشرف العلوم وأفضلها لأنه يتعلق بأشرف كتاب وهو القرآن الكريم. وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والتجويد وحي من عند الله تعالى، لأنه صفة كلام الله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم تلقّاه مجوداً بواسطة جبريل عليه السلام، والصحابة رضي الله عنهم أخذوه من الرسول مجوداً، وتناقله العلماء بالتواتر مجوداً إلى أن وصلنا ونحن في القرن الخامس عشر الهجري.
فالتجويد إذاً علم مستمد من قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأتباعه وأئمة القراءات المشهورين إلى يومنا هذا.
ولكي نحسم مسألة هل التجويد واجب أم مستحب؟، يُفضل أن نقسّم التجويد إلى قسمين: تجويد علمي وتجويد عملي، فالتجويد العلمي (النظري) والذي هو العلم بأحكام التجويد دراسة وتعلماً، ينقسم إزاءه الناس إلى قسمين: عامّة وخاصة، فعامة الناس يستحب لهم تعلم التجويد النظري.
- أما خاصتهم وهم الذين يشتغلون بالقراءات أو إقراء الناس فواجب عليهم أن يتعلموا التجويد العلمي النظري، لأنهم القدوة المشار إليهم بقوله تعالى: «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقَّهوا في الدين»، (الآية 122 من سورة التوبة).
أما خاصتهم وهم الذين يشتغلون بالقراءات أو إقراء الناس فواجب عليهم أن يتعلموا التجويد العلمي النظري، لأنهم القدوة المشار إليهم بقوله تعالى: «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين»، (الآية 122 من سورة التوبة).
ولا يقال إن الآية خاصة بالفقه، كلا فعلم التجويد بالنسبة لهؤلاء من التفقه في الدين.
وأما التجويد العملي، وهو أن نقرأ أنا وأنت وغيري وغيرك القرآن قراءة صحيحة، كما قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه واجب وفرض عين على كل مسلم ومسلمة، لأن الله تعالى يقول: ورتّل القرآن ترتيلاً.
وورد عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أن الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
وفي الحديث الشريف: «اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه سيجيء أقوام من بعد يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم».
(رواه مالك والنسائي والبيهقي والطبراني).
أقول: إن قول ابن الجزري يستحق التأمل فيه والوقوف عنده، فالقرآن والسنة والإجماع على وجوب التجويد العلمي، ولذلك فإن بعض شراح الجزرية في التجويد قالوا تعليقاً على قوله: من لم يجود القرآن آثم، أي معاقب على ترك التجويد ومكذب لله ورسوله، ومن فتاوى محمد بن الجزري أنه إذا استأجر شخص شخصاً ليقرأ القرآن أو ليقرأ له ختمة فأقرأه القرآن أو قرأ له ختمة بغير تجويد فإنه لا يستحق الأجرة على ذلك.

no image
تقييمات المشاركة : هل تجوز قراءة القرآن من غير تجويد؟ 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

اتبع التعليمات لاضافة تعليق
  • يرجى ترك تعليق على الموضوع. سيتم حذف التعليقات التي تتضمن روابط مباشرة، والإعلانات، أو ما شابه ذلك.
  • لإضافة كود ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة كود طويل ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة اقتباس ضعه في : اكتب هنا
  • لإضافة صورة ضعها في : رابط الصورة هنا
  • لإضافة فيديو استعمل : [iframe] هنا رابط تضمين الفيديو [/iframe]
  • * قبل ادخال كود عليك بتحويله أولا
  • شكرا لك