الجمعة، 27 ديسمبر 2019

اتقوا يوما

الرفق بالحيوان.. خلق إسلامي أصيل

اتقوا يوما بتاريخ عدد التعليقات : 0


تتعدد صور العدوان على الحيوانات في‮ ‬بلادنا العربية في‮ ‬ظل‮ ‬غياب تربية دينية وأخلاقية تحترم حقوق الحيوان وتغرس الرفق به في‮ ‬نفوس الصغار،‮ ‬وهو سلوك حضاري،‮ ‬حثت عليه شريعة الإسلام التي‮ ‬جاءت تعاليمها وأحكامها رحمة بالإنسان والحيوان‮.‬
يؤكد د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي أن ‬ديننا العظيم‮ ‬يكفل للحيوان كل حقوقه ويفرض علينا أن نتعامل معه برفق ورحمة،‮ ‬ليس من أجل أن‮ ‬يتحدث الآخرون عن إنسانيتنا ورقينا وتحضرنا،‮ ‬ولكن لأن الدين الذي‮ ‬ندين به هو الذي‮ ‬يفرض علينا ذلك، والرسول الكريم الذي‮ ‬بعثه الله معلماً ومربياً لأمته هو الذي‮ ‬علمنا كيف نحرص على حقوق الحيوان ونتعامل معه برقي‮ ‬وتحضّر، الأمر الذي‮ ‬يجلب لنا عظيم الأجر والثواب،‮ ‬وينجينا من عقاب الخالق الرحيم بكل خلقه‮.‬
تربية خاطئة
ويوضح د‮. ‬المهدي‮ ‬ضرورة تربية صغارنا على الرحمة بالحيوان وليس القسوة عليه،‮ ‬وضرورة تغيير ثقافتنا في‮ ‬التعامل مع الحيوان،‮ ‬حيث تتعرض معظم حيواناتنا للامتهان على أيدي‮ ‬الكبار والصغار،‮ ‬في‮ ‬كل مكان من عالمنا العربي‮ ‬والإسلامي‮ ‬نتيجة الجهل بما جاء به الإسلام وخاصة من جانب البسطاء الذين‮ ‬يستخدمون الحيوانات ويتعاملون معها بكثرة‮، وما نشاهده من قسوة البعض في‮ ‬التعامل مع الحيوان‮ ‬يومياً‮ ‬يؤكد أننا لم نتربّ على ثقافة الرفق به والتعامل الرحيم معه،‮ ‬ولم نقف على تعاليم ديننا في‮ ‬هذا الأمر،‮ ‬ففي‮ ‬شوارعنا نصدم بتصرفات مرفوضة من أشخاص راشدين‮ ‬يقسون على الحيوانات التي‮ ‬تقضي‮ ‬لهم مصالحهم وتوفر لهم مصدر رزقهم، وفي‮ ‬حقولنا ومزارعنا حيوانات تهان وتهدر حقوقها على أيدي‮ ‬بسطاء لا‮ ‬يدركون أن الخالق الرحيم بكل خلقه سوف‮ ‬يعاقبهم عقاباً شديداً على ذلك،‮ ‬وفي‮ مجازرنا أشخاص متحجرو القلوب‮ ‬يتعاملون مع الحيوان بقسوة عند ذبحه،‮ ‬وفي‮ ‬بيوتنا أطفال لا‮ ‬يحسن آباؤهم تربيتهم على تعاليم وأخلاقيات الإسلام،‮ ‬حيث‮ ‬يلهون بالحيوانات ويعبثون بما ضعف منها، ‬وكل هذه الصور المرفوضة والمدانة تأتي‮ ‬نتيجة تربية خاطئة من أشخاص‮ ‬يحتاجون إلى إعادة تأهيل نفسي‮ ‬وتربوي‮ ‬وديني‮.‬
صور مؤسفة
وتقول الداعية د. آمنة نصير: إن شيوع السلوك القاسي‮ ‬والعدواني‮ ‬على الحيوانات بكل أشكالها في‮ ‬بلادنا العربية،‮ ‬خاصة من العامة والبسطاء‮ «‬إلا من رحم ربي‮» ‬يكشف عن تربية‮ ‬غير سوية بل وخاطئة في‮ ‬التعامل مع الحيوانات،‮ حيث نشاهد ‬كل‮ ‬يوم صوراً مؤسفة للعنف والقسوة ضد الحيوانات في‮ ‬الشوارع والحقول وكل مكان نذهب إليه،‮ ‬وهذه الصور‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تختفي‮ ‬عن حياتنا لأنها مسيئة لنا كأشخاص،‮ ‬فالرقي‮ ‬في‮ ‬التعامل مع الحيوان سلوك حضاري‮ ‬نثمنه دائماً للغربيين الذين ننبهر بحضارتهم ورقيهم،‮ ‬مع أن ديننا ربانا على هذه القيم وغرس فينا كل سلوك إنساني‮ ‬وحضاري‮ ‬في‮ ‬التعامل مع الحيوان،‮ ‬ويكفي‮ ‬هنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في‮ ‬حديثه الشريف‮: «‬دخلت امرأة النار في‮ ‬هرة حبستها لا هي‮ ‬أطعمتها ولا هي‮ ‬تركتها‮».‬
وتؤكد د‮. ‬آمنة أن القسوة على الحيوان لا تصدر إلا من إنسان قاسي‮ ‬القلب منحرف المزاج مجرد من كل مشاعر الإنسانية، فهو‮ ‬يتعامل مع حيوان ضعيف‮ ‬غير مؤذٍ له بقلب جاحد،‮ ‬وهذا السلوك كفيل بجلب‮ ‬غضب الله وعقابه له.
وتشير الداعية الأزهرية إلى أن هذا السلوك العنيف مع الحيوان‮ ‬يجسد ثقافة‮ ‬غير إسلامية وغير إنسانية تنتشر بين كثير من البسطاء الذين‮ ‬يتعاملون‮ ‬يومياً مع الحيوانات في‮ ‬حقولنا وشوارعنا،‮ ‬وتعبر عن حزنها لأن النصائح والتوجيهات الدينية لا تؤثر فيهم،‮ ‬وتقول‮: ‬يبدو أن ظروف هؤلاء القساة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة تدفعهم إلى التنفيس عن إحباطهم، مع الحيوانات التي‮ ‬يتكسبون من ورائها؛ مع أن الواجب أن‮ ‬يتعاملوا معها برحمة،‮ ‬فالحمار الذي‮ ‬يجر عربة في‮ ‬الشارع هو مصدر رزق من‮ ‬يضربه ويقسو عليه،‮ ‬ولو كان لدى هذا الإنسان القاسي‮ ‬عقل ووعي‮ ‬لتعامل معه برحمة باعتباره مصدر دخله،‮ ‬لكنها القسوة والحماقة التي‮ ‬تدفع صاحبها إلى الإضرار بنفسه إذا ما تسبب في‮ نفوق هذا الحمار،‮ ‬فضلاً عن أنه‮ ‬يجلب لنفسه‮ ‬غضب الله وعقابه‮.‬
من جوانب العظمة
وهنا تطالب د‮. ‬آمنة بنشر الوعي‮ ‬بين الصغار والكبار بحقوق الحيوان ورحمة الإسلام به،‮ ‬وتقول‮: ‬لابد أن نوضح للجميع رفض الإسلام لكل سلوك عنيف مع الحيوان الأليف وغير الضار بالإنسان،‮ ‬وأن نعرفهم أن من جوانب عظمة شريعتنا الإسلامية أنها كفلت للحيوان حقوقه كما فعلت مع الإنسان،‮ ‬وحرمت عليه - وهو ذو عقل ووعي‮ - أن‮ ‬يتعامل بعبث وعشوائية مع مخلوقات الله المحيطة به،‮ ‬ولذلك لم تبح شريعتنا إلا قتل الحيوان الضار الذي‮ ‬يشكل خطراً على حياة الإنسان أو كان هذا الحيوان مما أباح الله أكل لحمه والإنسان في‮ ‬حاجة إليه فيذبح ذبحاً شرعياً تستخدم فيه أيضا كل مظاهر الرحمة والشفقة‮.‬
وتطالب د‮. ‬آمنة بنشر ثقافة الرفق بالحيوان واحترام حقوقه ومظاهر رعايته،‮ ‬التي‮ ‬تؤكد عظمة شريعتنا الإسلامية وإنسانيتها وتحضرها،‮ ‬وتقول‮: ‬الحضارة الإسلامية بعطائها الإنساني‮ ‬في‮ ‬التعامل مع الحيوان،‮ تتفوق على ما قررته الأنظمة الحديثة، حيث وفرت للحيوان رعاية تفوق كثيراً ما تقوم به أو تتطلع إليه جمعيات الرفق بالحيوان في‮ ‬الدول الغربية،‮ ‬فالحيوان في‮ ‬نظر الإسلام لا‮ ‬يجوز إساءة التعامل معه بأي‮ ‬شكل من أشكال الإساءة فهو من مخلوقات الله ويجب التعامل معه برحمة‮.‬

no image
تقييمات المشاركة : الرفق بالحيوان.. خلق إسلامي أصيل 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

اتبع التعليمات لاضافة تعليق
  • يرجى ترك تعليق على الموضوع. سيتم حذف التعليقات التي تتضمن روابط مباشرة، والإعلانات، أو ما شابه ذلك.
  • لإضافة كود ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة كود طويل ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة اقتباس ضعه في : اكتب هنا
  • لإضافة صورة ضعها في : رابط الصورة هنا
  • لإضافة فيديو استعمل : [iframe] هنا رابط تضمين الفيديو [/iframe]
  • * قبل ادخال كود عليك بتحويله أولا
  • شكرا لك