الجمعة، 17 يناير 2020

اتقوا يوما

قراءات

اتقوا يوما بتاريخ عدد التعليقات : 0

إعداد: محمد صالح القرق

يقول زياد بن ميسرة: أرسلني مولاي «عبدالله بن عياش» من المدينة إلى «دمشق» للقاء أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز في حوائج له، وكانت بيني وبين عمر صلة قديمة ترجع إلى عهد ولايته على المدينة، فدخلت عليه، فلما صرت في عتبة الحجرة، قلت: السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام ورحمة الله يا زياد.
ثم مضيت نحوه خجلاً، لأني لم أسلم عليه بإمرة المؤمنين، فلما انتهيت إليه قلت: السلام عليكم يا أمير المؤمنين، فقال: يا زياد، إننا لم ننكر عليك السلام الأول، فما الحاجة إلى الثاني؟
وكان كاتبه إذ ذاك يقرأ عليه مظالم جاءته من «البصرة»، فقال لي: اجلس يا زياد حتى نفرغ لك، فجلست والكاتب يقرأ عليه، وعمر يتنفس الصعداء من الهم، فلما فرغ كاتبه من قراءة الرقاع، وانطلق إلى شأنه، قام عمر ومشى إليّ حتى جلس بين يدي عند الباب، ووضع يديه على ركبتي، ثم قال: هنيئاً لك يا زياد، لقد استدفأت بمدرعتك، واسترحت مما نحن فيه، وكانت عليَّ مدرعة صوف، ثم طفق يسألني عن صلحاء أهل المدينة: رجالهم، ونسائهم واحداً واحداً، فما ترك منهم أحداً إلا سألني عنه.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

no image
تقييمات المشاركة : قراءات 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

اتبع التعليمات لاضافة تعليق
  • يرجى ترك تعليق على الموضوع. سيتم حذف التعليقات التي تتضمن روابط مباشرة، والإعلانات، أو ما شابه ذلك.
  • لإضافة كود ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة كود طويل ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة اقتباس ضعه في : اكتب هنا
  • لإضافة صورة ضعها في : رابط الصورة هنا
  • لإضافة فيديو استعمل : [iframe] هنا رابط تضمين الفيديو [/iframe]
  • * قبل ادخال كود عليك بتحويله أولا
  • شكرا لك